افتتح منظمو دورة الألعاب الأولمبية "بكين" الثلاثاء ثلاثة مراكز إعلامية لخدمة تغطية أحداث أولمبياد 2008 متعهدين بالسماح بالبث المباشر للأولمبياد من أي مكان بالعاصمة الصينية إلى جانب توفير الدخول على جميع مواقع الإنترنت.
وقال سون ويجيا المدير الإعلامي للجنة المنظمة للأولمبياد: "بوسعكم القيام بعملية النقل المباشر حتى من شوارع بكين وفي ميدان تيانانمين".
وأكد سون ومسؤول آخر للمراسلين الإعلاميين أن الحكومة الصينية ستسمح للصحفيين "بالدخول إلى كافة المواقع" على الانترنت خلال الألعاب الأولمبية، مشيراً إلى أن الحكومة الصينية سترفع الحظر التقليدي عن دخول المواقع التي تتمتع بحساسية سياسية.
وجاء افتتاح المركز الإعلامي الرئيسي للصحفيين والمصورين الذين يحملون بطاقات معتمدة بأولمبياد بكين، ومركز البث الدولي والمركز الإعلامي الدولي ببكين المخصص للصحفيين غير المعتمدين بالأولمبياد ليسمح للدفعة الأولى الصغيرة المكونة من ال25 ألف صحفي المتوقع تواجدهم خلال الأولمبياد لتغطية أحداثها بالبدء في العمل.
وأكد هاين فيربروغين منسق أولمبياد 2008 لدى اللجنة الأولمبية الدولية أن المركز الإعلامي الرئيسي يعتبر "واحداً من أهم المواقع في أولمبياد بكين".
وأضاف فيربروغين أن هذا المركز الصحفي يعتبر الأكبر من نوعه في تاريخ الدورات الأولمبية وهو مصمم لاستيعاب 5600 صحفي، مقدما لهم خدمات هائلة بما في ذلك تصفيف الشعر وصالة ألعاب وتدليك الجسم.
وأوضح فيربروغين أن 1600 صفحي آخرين سيعملون في مركز البث، مع توقع استخدام ثلاثة آلاف صحفي على الأقل للمركز الإعلامي المخصص للصحفيين غير المعتمدين.
وجاء افتتاح المراكز الإعلامية الثلاثة وسط انتقادات للصين لفشلها في الوفاء بالتزامها بمنح مساحة أكبر من الحرية للصحفيين الأجانب خلال الإعداد للأولمبياد الشهر المقبل.
وأكد نادي المراسلين الأجانب في الصين أن الحكومة لم تلتزم بالقوانين المؤقتة التي أصدرتها لمصلحة وسائل الإعلام الأجنبية.
ويمتد زمن تطبيق هذه القوانين المؤقتة من كانون الثاني/يناير 2007 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2008. وهي تسمح للصحفيين الأجانب تحديداً بإجراء مقابلات وحوارات مع أي شخص يوافق على ذلك، وفي جميع المناطق باستثناء إقليم التبت الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وقال رئيس نادي المراسلين الأجانب في الصين جوناثان واتس في بيان رسمي للجمعية: "لم تف الحكومة الصينية حتى الآن بوعودها الأولمبية بحرية الصحافة الكاملة، وتوجد إشارات متضاربة حول استعدادها لمنح هذه الحرية".
وأضاف واتس "خلال الاستعداد للأولمبياد، شاهدنا خطوات إلى الأمام تجاه المزيد من الانفتاح، وخطوات أخرى إلى الخلف تجاه تشديد القيود".
ووجهت جمعة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها انتقادات مشابهة للصين في تقرير لها صدر الاثنين.
وقالت الجمعية: "إن الفجوة بين عدم مصداقية الحكومة والحقيقة بالنسبة للصحفيين الأجانب مازالت كبيرة .. فظروف العمل بالنسبة لهم اليوم، وبرغم تحسنها في عدة أوجه، أصبحت أكثر سوءاً في مناطق أخرى خاصة بالنسبة لإقليم التبت".
وأضافت الجمعية أن الصحفيين الصينيين الخاضعين لقيود صارمة لم يستفيدوا شيئا من القوانين المؤقتة، بل إنهم أصبحوا أهداف "للمزيد من القيود" خلال الاستعداد للأولمبياد.